في الوقت الذي تتسابق فيه الكفاءات المغربية من أجل ابتكار أجهزة للتنفس والتعقيم والمستحضرات الطبية التي تدخل في نطاق الحرب ضد كورونا، ظهرت كفاءات من نوع آخر تسابقت هي الأخرى مع الزمن لإنتاج كميات من الماحيا عبر إحداث معامل سرية مستغلة انخراط المصالح الأمنية بمختلف تلاوينها في معركتها ضد كورونا، إلا أن هذه الأخيرة لم تغفل عن ما يجري في المخابئ السرية لكائنات اعتادت على إنتاج وتوزيع السموم على المواطنين.
مصالح الدرك الملكي بآسفي فطنت إلى محاولة تجار المخدرات استغلال ظرفية وباء كورونا وانخراط الجميع في المعركة التي يتواجد فيها عناصرها في الخط الثاني بمعية مختلف المصالح الأمنية والسلطات العمومية، وراقبت بشكل سري التحركات السرية للمشتبهين في ترويج المخدرات والماحيا، وبعد عمل مضن من خلال تواجدها بمختلف نقط المراقبة على مداخل إقليم آسفي، انتقلت دورية مكونة من عناصرها إلى أحد الدواوير المنتمية إلى تراب جماعة ثلاثاء بوكدرة لتضع يدها على عدة أشخاص أحدثوا وحدة لصنع كميات وافرة من مادة الماحيا، حيث اكتشفوا وجود معدات وآليات تستعمل في عمليات تقطير التين المجفف، فتم اعتقال المتورطين في هذا العمل الإجرامي ووضعهم تحت تدابير الحراسة النظرية في انتظار تقديمهم للمحاكمة.
وبإقليم اليوسفية المجاور لإقليم آسفي، كان لعناصر الدرك الملكي موعد مع متخصص ينشط هو الأخر في صناعة الماحيا، بل صار من رواد الإنتاج بكميات هائلة من هذه المادة، وبيعها للمدمنين المنتشرين بمختلف المداشر المتواجدة بمنطقة الكنتور، وانطلقت عملية اكتشاف المتهم بعد شكاية تقدمت بها والدته لدى سرية الدرك الملكي باليوسفية، تتهم نجلها بالإعتداء عليها، وعند انتقال عناصر الدرك الملكي إلى قرية سيدي أحمد حيث يقطن المتهم، ومعاينة منزله، تم اكتشاف آليات ومواد لتقطير الماحيا بالإضافة إلى كميات مهمة من هذه المادة، بعضها معد والبعض الآخر هو في طور الإعداد، هذا وقد تم اعتقال المعني بتنسيق مع النيابة العامة المختصة، وتقديمه للمحاكمة بتهمة الإعتداء على الأصول وإنتاج وترويج مادة الماحيا.
وبإقليم شيشاوة تمكنت عناصر الدرك الملكي من حجز كميات من مسكر الماحيا بعد اقتحام أحد المصانع التقليدية لتقطير ماء الحياة، حيث كشفت مصادر مطلعة أن عملية المداهمة أسفرت عن اكتشاف ما يزيد عن خمسين لترا من هذه المادة، بالإضافة إلى موادة أولية تستعمل في تحضيرها، إذ جرى حجز جميع المحجوزات واعتقال المتورطين لتقديمهم للمحاكمة، وارتباطا بتدخلات مصالح الدرك الملكي بمجاط لمحاربة تجار المخدرات، يذكر أن هذه الأخيرة نجحت في ظل أزمة كورونا في اعتقال مروج للمخدرات على متن دراجة نارية وبحوزته كمية من مخدر الشيرا، وجاء اعتقال الشاب المتحدر من مدينة امنتانوت، من طرف عناصر الدرك الملكي من أجل الإطلاع على شهادة التنقل الإستثنائية التي سلمته السلطة المحلية بباشوية امنتانوت، قبل أن ينتبه الدركي أن المعني بالأمر في حالة ارتباك واضحة، تدل على تحوزه بالممنوعات، ليقوم بتفتيشه وضبط كمية من مخدر الشيرا داخل جواربه، قبل اقتياده إلى مركز الدرك الملكي بمجاط، لوضعه رهن تدابير الحراسة النظرية، طبقا لتعليمات النيابة العامة المختصة، لاستكمال البحث والتحقيق حول مصدر المخدرات، والجهة التي زودته بها في عز حالة الطوارئ الصحية، و الإجراءات الاحترازية ضد تفشي فيروس كورونا، قبل عرضه على أنظار العدالة لمحاكمته من أجل المنسوب إليه.