يصفه المقربون بموظف ثقيل في الوزن وعلى القلب، لكنه خفيف على مستوى اللسان، يطلق الكلام على عواهنه بعد منتصف كل ليلة، ينشر فيها غسيل عمالة اليوسفية.
المعني لا يتردد في التباهي خلال سهراته الليلية اليومية بنفوذه ودوره المحوري بمصالح عمالة اليوسفية، وحتى بقربه من أصحاب القرار الذين يوفرون له الحماية، والرعاية، وبفضل هذه الحماية يزعم بأنه بعيد عن المساءلة، مهما بلغت خروقاته وسقطاته، حيث صار لسانه يردد أكثر من مرة في جلسة واحدة مقولة تحمل أكثر من دلالة وهي “إلا كانوا راضيين عليك الشرفا معندكش مناش تخاف”.
الموظف المذكور لا يجالس في جلساته الليلية سوى أصحاب الشركات، منهم ممونون حصلوا على صفقات بعمالة اليوسفية، يجلسون في حضرته وكأنه صاحب النعم يغدق بها على الموالين، ويحرم منها المغضوب عليهم، أو بصيغة أخرى حول عمالة اليوسفية في جلساته إلى ضيعته الخاصة، يدخل إليها المقربون، والآخرون لا يستطيعون إليها سبيلا.
“كون بغيت كاتب عام عمالة كنت شديتها” جملة يرددها المعني أمام الجالسين رفقته، حسب إفادة أحدهم لنا، الموظف المسكين لا يعي بأن هذا الكلام يبخس مكانة مسؤول بوزارة الداخلية، وربما أن قصر وعيه ينطلق من إحساسه بالنقص أو عندما تلعب المشروبات الكحولية برأسه يرفض منصبا ساميا، إلا أن كلا الاحتمالين يقودان إلى حقيقة واحدة وهي “إذا أسند عامل إقليم اليوسفية المهام إلى غير أهلها فانتظر الفضيحة”.-يتبع-