تردد موسيقى الفلامينكو الإسبانية مساء الجمعة في أروقة قصر الفنون والثقافة بطنجة، حيث أقيمت سهرة رائعة لفرقة LaboratoriA، التي نظمت بمبادرة من المعهد الإسباني سيرفانتيس، ضمن فعاليات الدورة الثالثة للمؤتمر العالمي للفلامينكو.
عرض فرقة “LaboratoriA”، التي تأسست في برشلونة سنة 2017، كان مفعماً بالعفوية والجرأة، حيث استحوذ على انتباه الحاضرين بفضل التناسق الرائع بين الرقص والموسيقى التي قدمتها العضوات الأربع. هذا العرض يسعى لكسر حدود النوع والجنس في عالم الفن من خلال موسيقى الفلامينكو.
تضمن العرض مزيجاً من الغناء والرقص والحكي المسرحي، مع خلفية موسيقية غنية بأنغام القيثارة، الأداة الرئيسية في عروض الفلامنكو، الذي يمثل التراث الموسيقي الشعبي الإسباني.
وفي هذا السياق، أشار مدير معهد سيرفانتيس بطنجة، خوان فيسينتي بيكيراس، إلى أن هذا العرض يأتي ضمن فعاليات المؤتمر العالمي للفلامينكو، الذي سيعقد طوال شهر نونبر في عدة مدن مغربية. هذا المؤتمر يضم مجموعة من الحفلات والورشات التي تبرز أهمية موسيقى الفلامنكو كتراث ثقافي غير مادي.
ستشهد هذه الدورة حضوراً قوياً للنساء والتزاماً بالنهوض بالفلامينكو المبتكر، مع الحفاظ على جذور هذا الفن الذي يعود لقرون عديدة. يهدف الحدث الثقافي، الذي يتضمن ثلاثة عشر عرضاً في سبع مدن مغربية، إلى تقديم هذا الفن الإسباني بشكل مميز للجمهور المغربي.
من بين الفنانين المشاركين هذا العام، نجد سوليا مورينتي، ابنة المغني إنريكي مورينتي، والتي سترافقها على القيثارة خوسيمي كارمونا. كما ستقدم أبرز وجوه الفلامنكو المعاصر، روسيو ماركيز، عرض "السماء الثالثة" (Tercer Cielo) مع الموسيقار برونكيو.
كما ستقوم الراقصة ماريا باخيس، الحائزة على جائزة أميرة أستورياس للفنون لعام 2022، بعرض الوثائقي "El Baile de la Alquimista". وسيقدم المخرج خوسيه سانشيز مونتيس فيلمين وثائقيين مستوحيين من ألبومين من الفلامنكو المعاصر.
بالإضافة إلى ذلك، يُمكن للراغبين في تعلم الفلامنكو التسجيل في ورشة عمل يشرف عليها الشاعر وخبير الفلامنكو خوان خوسيه تيليز وعازف القيثارة سلفادور أندرادي.
تُعتبر الدورة الثالثة من المؤتمر العالمي للفلامنكو مناسبة فريدة للتعريف بهذا الفن العالمي وتعزيز الروابط الثقافية بين إسبانيا والعالم العربي، بدعم من وزارة الثقافة الإسبانية وبتعاون مع وزارة الشباب والثقافة والاتصال بالمغرب.