في إطار برنامج “رمضانيات طنجة الكبرى 2″، دشنت “مؤسسة طنجة الكبرى للعمل التربوي والاجتماعي والرياضي” أنشطنها الفكرية، (في رحاب الفكر)، في اليوم الثاني من شهر رمضان الأبرك، بقاعة مركز الاستقبال التابع للمديرية الجهوية لقطاع الشباب بطنجة تطوان الحسيمة. حيث لامست محورا هاما “الإسلام والغرب” عبر مداخلات قيمة من اساتذة أجلاء المفكر والمؤرخ الدكتور مصطفى الغاشي، عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بتطوان، والمفكر والمؤرخ الدكتور محمد جبرون، والدكتورة نادية العشيري، الباحثة والمتخصصة في قضايا النوع الاجتماعي، وأستاذة سابقة بجامعة مولاي إسماعيل، بمكناس، الملتحقة حديثا بمدرسة فهد العليا للترجمة.
وافتتح هذه الأمسية رئيس المؤسسة، السيد عبد الواحد بولعيش بكلمة ترحيبية أكد من خلالها، بعد الترحيب بالحضور، سعي المؤسسة كي تكون مدينة طنجة عبر هذه البرامج في مصاف المدن التي تعنى تزخر بانشطة متنوعة تلامس شتى المجالات والميادين، وترسيخ دينامية التنشيط المجالي للمدينة. وهو ما أثنى عليه مؤطرو الندوة إلى جانب الحاضرين بخصوص هذا الشق الهام من البرنامج العام للمؤسسة، من خلال مساهمته في خلخلة المشهد الثقافي والفكري بمدينة طنجة عبر مرتكز ندوات الفكر المضمنة بالبرنامج العام. سيما أن طنجة تشتاق كثيرا لتلك الندواة الفكرية التي كانت تطبع المشهد الثقافي الطنجي واستعادة ذكريات ثمانينات القرن الماضي بقاعة دار الشباب حسنونة التي كانت تحتضن لقاءات مثمرة ساهمت بشكل كبير في بناء شخصيات فكرية وثقافية طنجاوية.
ندوة “الإسلام والغرب” بعنوانها الشائك والمعقد تجدد من خلالها السؤال حول علاقة الإسلام مع الآخر ومع الغرب تحديدا، حيث عرف اللقاء مداخلات قوية وغنية جدا وتم الوقوف خلالها على مجموعة من الاجتهادات عبر اسئلة تبادرت الى الدهن بخصوص هذا الموضوع الذي أسيل بشأنه الكثير من المداد وقيل بشأنه الكثير من الكلام، ويحتاج إلى نقاش وحوار عبر مساحات من اجل الاقناع بان يتم الوصول لدرجة خلق ميثاق عالمي في التعامل ما بين المسلمين والغرب، وضرورة اختيار ارضية لإنجاح ذلك.
واستشهدت بعض المداخلات بالنموذج المغربي الذي بدا يبرز من خلال الانفتاح على المغرب الذي نجح الى حد بعيد مع دول كإسبانيا وإيطاليا وكثير من الدول في أوربا، ليس من الجانب السياسي فقط، بل حتى من الجانب الثقافي والفكري، حيث هناك انفتاح كبير على المغرب ومؤسسات الدولة أو المؤسسات الجامعية في قضايا مشتركة مرتبطة بكل ما يتعلق بالعنصرية والهجرة وقضايا المرأة كنموذج.
واختتم اللقاء الفكري الهام والغني بمحوره، والذي سيره بامتياز، الإعلامي النشيط، الاستاذ حالد اشطيبات، بحفل شاي نظم على شرف الحضور.