طبيب الفقراء أو طبيب الشعب، هكذا كان ينادي أبناء مدينة مراكش الراحل الدكتور عبد اللطيف الكنزي، الذين كانوا يستعينون برأفته في إجراء الفحوصات الطبية، حيث ظلت عيادته الخاصة المتواجدة بمقاطعة سيدي يوسف بن علي بمراكش تستقبل المعوزين وقصري ذات اليد لأنهم كانوا يلمسون في الراحل دماثة الخلق وحس الإنسانية وهو يستقبلهم بابتسامة حنونة تبدد كل المخاوف وتزرع بذور أمل الشفاء في نفوسهم.
الراحل كان يجري الفحوصات لمرضاه المتوافدين على عيادته بمبلغ لا يتعدى خمسون درهما، وهذا المبلغ الهزيل يمكن أن يتلاشى عندما يكون المريض من الفئة المعوزة، وهذا ما كان يدفع بالفقراء إلى طرق بابه إلى أن صار يحمل إسمهم في زمن تعددت فيه الاحتجاجات ضد مصحات خاصة حمل الشجع أصحابها على أن يكونوا أبطال فضائح أو أخطاء طبية.
ولأن الراحل كان ذا قلب صادق مع المرضى فكيف له أن لا يكون وجدانه ضاجا بالوفاء لزوجته، التي وافتها المنية قبل ثلاثة شهور، وهنا دخل طبيب الشعب في حالة اكتئاب نفسي، قبل أن تظهر عليه أعراض كورونا، لكنه تأخر في إجراء الفحوصات، ومباشرة العلاج، هنا تأثرت حالته الصحية سيما وأنه كان يعاني من داء السكري، ليسلم الروح إلى خالقها.
بعدما ذاع خبر وفاة الدكتور عبد اللطيف الكنزي، أبدى رواد مواقع التواصل الإجتماعي حزنهم على فقدان رجل كرس مهنة الطب في علاج الفقراء والمعوزين، وخصوصا ساكنة حي سيدي يوسف بن علي، إذ تأثر الجميع بفقدان طبيب نال لقب طبيب الشعب.