لا زال البعض يتحسر على لحظة اختزلوا فيها تاريخ مدينة اليوسفية في أمسية انتخابية طرد فيها فؤاد عالي الهمة، حيث حول المتباكون، صراعا انتخابيا جرى قبل أزيد من عقد من الزمن، إلى حائط مبكى، يذرفون فيه الدموع على مدينة مخذولة، خذلها بعض أبنائها، بعدما طردوا “سي فؤاد”.
الذين يربطون توقف عجلة التنمية بالمدينة الفوسفاطية، بعدم الترحيب بمؤسس الأصالة والمعاصرة بين ظهراني أبناء منطقة أحمر، فإنهم يرفعون من إيقاع استفزاز العارفين بخبايا الأمور، والعبث بعقول المواطنين البسطاء، لأنهم ببساطة يضعون فؤاد الهمة في موضع الحقود والمنتقم الذي لا يحترم حق الناخبين في اختيار من يمثلهم، لأنه قرر الانتقام من اليوسفية بالتهميش والإقصاء.
وإذا كان حزب الأصالة والمعاصرة قد خسر مقعدا انتخابيا سنة 2007، فإنه بالمقابل ظل يسيطر على الساحة الانتخابية بمدينة اليوسفية في الاستحقاقات الأخيرة، وهذا ما يشفع للمدينة بأن تنال “الصفح” من مؤسس البام، أو تحمله النتائج التي حصدها برلمانيو الجرار خلال المراحل الانتخابية الموالية على نسيان الماضي البئيس، وإخراج المدينة من دائرة النسيان.
إنها ترهات جاء بها الخريف السياسي الذي تعيشه الأحزاب، والذي ظهرت معه بعض الوجوه التي تخلق عذابا بصريا في مواقع التواصل الاجتماعي، وتغذيه كائنات انتخابية بدهاء.