الحلو عبد العزيز
تعرف منطقة دار بوعزة بحكم موقعها الاستراتيجي القريب من محيط الدار البيضاء، نمو ديمغرافيا متسارعا، حيث تعتبر دار بوعزة الوجهة المفضلة للمستثمرين العقاريين، كما أنها تحد إقليم برشيد مما يجعلها من أغنى الجماعات بالمغرب.
عاشت جماعة دار بوعزة، أزمة تسيير مع المجلس السابق، وتابع الجميع التحقيق الذي فتح مع الرئيس السابق، قبل أن يتم اقباره وطمس الملف.
ومن الملاحظ للمتابع للشأن المحلي، أن هذه الأزمة مستمرة نظرا لنهج المجلس الحالي نفس طريق تسيير سلفه، في ظل غياب نخب حقيقية بالجماعة، مع العلم أن ساكنة منطقة دار بوعزة تضم خيرة الأطر الوطنية التي تشتغل بالدار البيضاء في شتى المجالات، لكن الواقع السياسي وعدم انفتاح الأحزاب السياسية على الساكنة وترويج لغة “ولاد البلاد والبراني”، -كأن السكان الوافدين على المنطقة ليسوا مغاربة- هو منطق يخدم اللوبي السياسي المتحكم بالمنطقة، بالموازاة هناك عدم اكتراث من طرف السكان الوافدين على المنطقة بالعمل السياسي، حيث أن اغلبهم لايقومون بالواجب الوطني في التصويت.
وأنت تتابع أشغال الدورات الأخيرة للجماعة (دورة ماي ودورة يونيو) تجد أن السيد الرئيس يلخص مشكل الجماعة في إشكالية مع الخزينة العامة من حيث تفعيل الصفقات، ومع تتبعك لمداخلات النواب المحترمين تكتشف أن الرئيس لا يتفاعل مع الأعضاء بخصوص اقتراحات إدراج نقاط في دورات المجلس، ولا يجيب على الأسئلة الكتابية. وتكتشف أن المعطيات التي يتم تداولها داخل أشغال المجلس هي معطيات عامة وليست مدققة فيما يخص تكلفة المشاريع التي آغلبها تشييد وتعبييد الطرق بميزانيات ضخمة 20مليار مثلا، كما صرح كاتب المجلس، وهو ما يفرض تدقيقا للميزانية ومناقشة التفاصيل بدل الاكتفاء بالعموميات، ناهيك عن أن جل تصريحات النواب تجمع على عدم توفر الفرق التقنية للجماعة على وسائل اشتغال لحل المشاكل اليومية للمواطنين، وعلى سبيل المثال مصلحة التطهير تتقاضى عن كل منزل “براكة “يعتمد على حفرة للصرف الصحي مبلغ 50درهما على الأقل، لتفريغ الحفرة ناهيك عن استعمال سيارة الإسعاف التابعة للجماعة الذي يتم بالمحسوبية. وقد لخص الأستاذ علي الزيوي أزمة المجلس في مداخلته بدورة يونيو الأخير، ة على أنها أزمة تواصل، وأنا اضيف إليها أنها أزمة مصداقية وغياب نخب داخل المجلس قادرة على ممارسة الأدوار المنوطة بالمجلس الجماعي. وفقا للقوانين التنظيمية وفي غياب برنامج واضح لجماعة دار بوعزة، أصبحت في خدمة المنعشين العقاريين سواء المتواجدين في المجلس كأعضاء أو الذين لهم علاقة مع المجلس.
كما أن جماعة دار بوعزة لا تتوفر على برنامج عمل جماعي ودفتر تحملات يؤطىر اشتغالها، وإن كانت تتوفر عليه، فنحن مستعدون للتواصل والتعريف به ومناقشته وترويجه، وبالتالي فهو أساس المحاسبة في المحطة الانتخابية المقبلة.
هنالك تساؤل أخير اختم به لأنني لا استطيع حصر مشاكل داربوعزة في مقال، هو دور السلطة المحلية التي نحترمها بحكم موقعها الادار، ي ولكن نتمنى أن يستشعر رجال السلطة بالدائرة أدوارهم الدستورية وأن يعدلوا عن بعض الممارسات التي قد تثير مجموعة من التساؤلات أو الشبهات، صوتي قد لا يعجبكم ولكن واجب الانتماء للوطن يفرض علينا ممارسة المواطنة.