بات الوضع الوبائي بمدينة مراكش ينذر بالأسوأ، بعدما كشف فيروس كورونا عن هشاشة الوضع الصحي بالمدينة، وأرغم المراكشيين على الاستغاثة والمطالبة بمستشفى ميداني في ظل الارتفاع المهول لحالات الإصابة بالفيروس التاجي.
وحمل انهيار المنظومة الصحية بالمدينة الحمراء المواطنين على توجيه النداء إلى السلطات الصحية، التي عجزت عن مجاراة تفشي الوباء، بحيث أن صرخات الاستغاثة لم تبق مقتصرة على المواطنين فحسب، وإنما وصلت إلى حناجر الأطر الصحية، التي أعلنت أكثر من مرة على امتلاء كأس الغضب لدى العاملين بالمنشآت الصحية إلى أن فاض من جوانبه، وهذا ما تجسده تسجيلات صوتية لأطباء وممرضين بلغ بهم التذمر أقصاه وهم يتحدثون بمرارة عن حدوث أزمة صحية وشيكة بفعل عدم قدرة المؤسسات الصحية على استقبال المصابين المتوافدين عليها.
ويبدو أن الأطر الصحية صاروا ينوبون على المواطنين في نقل معاناة المرضى داخل المستشفيات العمومية بمراكش، وهذا ما تبرزه تصريحات ممرضين وأطباء صبوا جام غضبهم على وزير الصحة وباقي المسؤولين، الذين لم يكلفوا أنفسهم عناء زيارة المستشفيات للوقوف على حجم الكارثة، في ظل تسجيل ما بين مائتي وثلاثمائة إصابة يوميا، وهذا ما يتطلب إنشاء مستشفى ميداني، إذ أدى امتلاء المستشفيات إلى عودة مصابين بكورونا إلى منازلهم وأحيائهم دون تلقي العلاج، وهم مرشحون لنقل العدوى للآخرين، مما ينذر بحلول الكارثة.