كشفت مدينة الرياح، مساء أمس الجمعة، عن سحرها الموسيقي في **الدورة الـ19 لمهرجان الأندلسيات الأطلسية**، من خلال حفل فني أنيق أخذ رواد المهرجان في رحلة موسيقية مزجت بين عبق التقاليد العريقة والتعبيرات الفنية الحديثة.
هذا الحفل، الذي شهد حضور مستشار جلالة الملك والرئيس المؤسس لجمعية الصويرة موكادور، أندري أزولاي، ورئيس المجلس الجماعي، طارق العثماني، بالإضافة إلى شخصيات مغربية وأجنبية مرموقة، أظهر البهاء الموسيقي للمدينة.
في أجواء مبهرة، شهد اليوم الثاني من المهرجان ألحان أندلسية تميزت بروحها الباعثة على الانفتاح والعيش المشترك، مما ساهم في توحيد ضفتي المتوسط من خلال أعمال موسيقية متنوعة.
افتتحت مجموعات كورال الصويرة الحفل بمزيج متفرد، حيث قدمت أصواتاً قوية سلطت الضوء على الغنى الثقافي والتنوع الموسيقي للمدينة.
بصحبة موسيقيين موهوبين من الصويرة وطنجة، أبهرت أصوات الكورال الجمهور بأداء غني مزج بين أغاني مغربية تقليدية وتوليفات ذات طابع **أندلسي**، إضافة إلى تعبيرات موسيقية عصرية.
بعد ذلك، استقبلت المنصة الرئيسية للمهرجان في القاعة متعددة الرياضات بالصويرة **كارمن باريس** و**نبيلة معن** في حفل موسيقي بعنوان “Dos Medinas Blancas”، حيث تم تكريم موسيقي لابن باجة، الشخصية البارزة في الفلسفة والشعر.
من خلال مزيج فني بين الفلامنكو والخوطا الأراغونية والجاز والموسيقى العربية الأندلسية، قدمت الفنانتان عروضاً جسدت روح الانفتاح والتسامح التي ميزت الأندلس، مما أثار إعجاب الحضور.
هذا العرض أعاد إحياء تراث الأندلس، ليجمع بين المغرب وإسبانيا في لوحة موسيقية رائعة.
المهرجان، الذي يعتبر مجالاً للتقارب بين الثقافات، أتاح إحياء الروابط بين الموسيقيين والفنانين المغاربة والأجانب، وجعل من الصويرة ملتقى للإبداع الثقافي، حيث يستمر **السحر الفتان للأندلس**.
الدورة الـ19 من هذا المهرجان، المنظم من قبل جمعية الصويرة-موكادور إلى غاية اليوم السبت، تعد عشاق الموسيقى الأندلسية بلحظات أكثر بهجة، مما يعزز الهوية المتعددة والحية لمدينة الرياح.