تشهد المناطق القروية بإقليم شفشاون سلسلة اعتداءات مقلقة على الأطر التعليمية، مما يثير مخاوف كبيرة حول سلامتهم أثناء أداء مهامهم.
اعتداءات داخل المؤسسات التعليمية
في حادثة خطيرة شهدتها إعدادية ثانوية باب تازة، في إقليم شفشاون قبل أسبوعين، نشب شجار عنيف بين تلاميذ تحول إلى صدام استُخدمت فيه أسلحة بيضاء، من بينها السيوف والسكاكين والسلاسل الحديدية، الحادثة تطورت عندما تدخل أحد الأساتذة في محاولة لفض النزاع بين مجموعتين من التلاميذ، لكنه تعرض لاعتداء مباشر أدى إلى إصابته بجروح خطيرة على مستوى اليد بواسطة سلاح أبيض كان بحوزة أحد التلاميذ.
وأفادت مصادر الواضح 24 أن القوى المساعدة تدخلت لاحتواء الموقف، لكنها بدورها كادت تتعرض لهجوم مشابه بسبب حيازة بعض التلاميذ أسلحة مخبأة في محافظهم.
اعتداءات خارج أسوار المؤسسات
وفي واقعة أخرى أكثر خطورة، تعرض أحد الأساتذة في منطقة قاع أسراس لاعتداء من قبل مجهولين أثناء عودته من مقر عمله. وحسب بيان لجمعية محلية، فإن الأستاذ خالد برغوث، وهو مدرس بمدارس “بويزما”، تعرض للتهجم من قبل ثلاثة أشخاص يقودون كلبًا شرسًا حاولوا من خلاله الاعتداء عليه جسديًا، ما أدى إلى سقوطه أرضًا وإصابته بإصابات نفسية وجسدية.
هجوم ليلي على أستاذتين بجماعة أونان
في حادثة أخرى أواخر الشهر الماضي، تعكس الوضع المتدهور، تعرضت أستاذتان تعملان بمجموعة مدارس الشريف الإدريسي-بوسياف لهجوم ليلي من طرف أحد سكان المنطقة، حيث أحدث شخض خمسيني ضجيجا بمحيط مسكنهما وصراخًا في محاولة لفتح باب المسكن، مما بث الرعب في نفسيهما.
ورغم إبلاغ السلطات المحلية والدرك الملكي، فإن المعتدي – الذي تبين لاحقًا معاناته من اضطرابات عقلية – لم يتعرض لأي إجراء قانوني، مما أجبر الأستاذتين على العودة إلى مقر عملهما وسط مخاوف متزايدة من تكرار الاعتداء.
وتضع هذه الحوادث المسؤولين أمام تحدٍّ كبير لمعالجة هذه الظاهرة المقلقة، عبر فرض إجراءات أمنية صارمة في محيط المؤسسات التعليمية، وحماية الأساتذة من الاعتداءات التي أضحت تهدد العملية التعليمية برمتها.