ليلة حزينة لم تخيم بحزنها على عاصمة البوغاز فحسب، وإنما ألقت بظلال الأسى على البلاد برمتها، عندما تبددت فسحة الأمل بالعثور على جثة طفل اختفى مساء يوم مشؤوم، حيث شكل اختفاؤه قلقا وطنيا، قبل أن تنتهي الحكاية بمأساة هزت الأسر المغربية عبر ربوع الوطن.
رغم حضور قضية الطفل عدنان في اهتمام الناس، وتداول صورته وقصة اختفاءه بكثير من القلق والتوجس من مصير مشؤوم، إلا أن الشر المارد لدى الجاني بدأ في ارتكاب جريمته المروعة في حدود الرابعة مساء وأكمل فصولها قبل صباح الفجر.
التحقيقات الأمنية التي باشرتها المصالح الأمنية بطنجة تفيد أن الجاني استدرج الضحية عند الساعة الرابعة من مساء يوم الإثنين 7 شتنبر، وبعدما رافق هذا الأخير الجاني إلى منزله، وجد نفسه في قبضة وحش أدمي نال منه جنسيا، قبل أن يحكم بيديه على عنقه ويلفظ الطفل البريء أنفاسه الأخيرة، ثم عمد مباشرة لدفن الجثة بمحيط سكنه بمنطقة مدارية بتراب مقاطعة بني مكادة.
وحسب المعلومات التي استقاها المحققون أثناء التحريات فقد اظهرت إحدى الكاميرات أن الجاني لاحظ وجود شخص أمام عمارة مقابلة للمنزل الذي يقيم فيه، فانتقل إلى مكان آخر قبل أن يعود بعد عشرة دقائق، ومن أجل إكمال التحقيق والوصول إلى الجاني لجأ المحققون إلى كاميرا مراقبة موضوعة فوق كراج عمارة أخرى يقابل الزنقة التي يوجد فيها منزل الذي شهد جريمة الاغتصاب والقتل، وبما أن حارس هذه العمارة لا يتوفر على مفتاح الكراج، فقد تم الاتصال بسانديك العمارة، وبعد الإطلاع على محتويات التسجيل بالكاميرا اتضحت الصورة، حيث رصدت كيف دخل الطفل والمختطف إلى الزنقة، ثم فتح الجاني الباب وظل الطفل ينتظر، قبل أن يعود الجاني ويدخل الضحية إلى المنزل، وعندما أرخى الليل سدوله، رصدت كاميرا المراقبة خروج الشخص المختطف يحمل الطفل القتيل، بعدما لفّه بغطاء حتى لا ينكشف أمره.
عندما تم الاهتداء إلى هوية الجاني رغم محاولته إبعاد الشكوك حوله بحلق لحيته وشعره، والتخلص من نظارته الطبية والاختفاء عن الأنظار ليومين، أنكر في البداية ضلوعه في ارتكاب الجريمة، قبل أن يعترف بجريمته ويقود المحققين إلى المكان الذي دفن فيه الجثة.