مباراة الدفاع الحسني الجديدي والرجاء الرياضي المعادة أو التي أعيدت برمجتها بتعبير أدق، عرت واقعا مظلما في العصبة الوطنية لكرة القدم الاحترافية. كيف؟
الكل يعلم الظروف التي أحاطت بهذه المباراة مع ما رافقها من جدل كبير ذهب إلى حد الطعن في قرارات جهة يفترض أنها مستقلة، ولكن هذه الاستقلالية ربما كشفت المستور الذي أفرز قرارات فيها حيف وشطط لفائدة جهة ضد أخرى…
دعونا نسترجع معا كرونولوجيا ما سبق هذه المباراة وما تلاها من وقائع.
الرجاء الرياضي طرف هذه المباراة كان في مهمة تمثيل الوطن بالخارج من خلال مشاركته في مسابقتين شاءت الأقدار أن يخوض فيهما مباراتين متتاليتين في ظرف زمن قصير لا يتعدى أسبوعا، وفي بلد أجنبي هو الجزائر، نعم هذه هي الوقائع الحقيقية والتي لا يمكن طمسها مهما حاول البعض ذلك…
نعم الرجاء يمثل الوطن وفي مسابقتين، إحداهما تحمل اسم الملك محمد السادس، فهل كان منطقيا أن تتم برمجة هذه المباراة (مباراة الجديدة) بين مباراتي الجزائر وهل كان من الصواب أن يقبل الرجاء العودة إلى المغرب للعب مباراة ملعب العبدي ومن هناك يتحول إلى مطار محمد الخامس للعودة جوا إلى الجزائر؟
طبعا الرجاء ولكونه قوي بقاعدته الجماهيرية وبمسيريه رفض الانصياع، ومن تم كان يعلم جيدا أنه سيخوض حربا إن خسرها ستشكل ضربة قاصمة..
وفي الجانب الآخر، ماذا فعل الدفاع الحسني الجديدي منافس الرجاء؟ هذا الطرف قبل على نفسه الدخول طرفا في متاهة وحسابات ضيقة كان حريا به أن ينأى بنفسه عنها. كيف؟
ألم يكن في الدفاع الجديدي رجل حكيم ينتفض ويصرخ بأعلى صوته رافضا ما يحاك ضد الرجاء ويواجه منتقذيه بأن الرجاء وإن قسى يوما ما على فريق دكالة فإنه يمثل الوطن خارجيا ولا بأس إن تنازل وبحث عن فوز على رقعة الملعب عوض تحين الفرصة لنيل ثلاث نقط ذلك دون عرق ودون بذل أي جهد، هل هذا معقول في زمن “الفار” وتقنية hd؟ وهل من الصواب البحث عن فوز بالقلم ضد فريق يحمل راية البلاد في بلد “جار”؟
وبما أن الأمور يجب أن تعود إلى نصابها جاء الحكم، الذي أنصف الرجاء، وقزم دور ما يسمى عصبة احترافية، يبدو أن الضرورة تفرض إعادة النظر في وظائفها والدور الذي تلعبه لتطوير كرتنا الوطنية…
بناء على كل ما سبق، وبعدما تجاوزت أحداث مباراة الجديدة العصبة وورطت معها جامعة كرة القدم، هل يجرؤ رئيس العصبة الاحترافية على تقديم استقالته؟.