فتاة في مقتبل العمر إسمها شيماء، تبلغ من العمر 19 سنة، وتنحدر من مارتيل، قررت المغامرة بحياتها وركوب الموت، عبر السباحة في عرض البحر، إلى أن وصلت إلى سبتة المحتلة.
حالة هروب الفتاة شيماء من الوطن، تجسد واقعا مؤلما لأبناء هذا البلد، الذين اختاروا المغامرة بأرواحهم، تنفيذ فرار جماعي، من حياة تحولت لديهم إلى كابوس يومي.
في هذا البلد يختبأ الأثرياء لأنهم ينعمون في العيش الكريم، ولا يظهر إلا الفقراء البسطاء الذين أخرجهم الغلاء وقصر ذات اليد من بيوتهم، ومن أحضان عائلاتهم، لمعانقة الأمواج، وللعيش في بلد بعيدا عن الوطن الذي لم يأويهم، ولم يأمنهم من خوف.
صورة شيماء وهي تنتشي بالوصول، تطرح أكثر من علامة استفهام، وتساءل مسؤولين، ومنتخبينا، وعلى رأسهم رئيس الحكومة عزيز أخنوش، وأولى الأسئلة، هل يخجل رئيس حكومتنا الموقرة من نفسه، وهو يرى وسائل إعلام غربية تنشر صورة شيماء وباقي المواطنين الهاربين؟
استغرقت رحلة شيماء في عرض البحر أزيد من 6 ساعات ليلا، وهذه المدة الزمنية كافية لتجعل الشابة بأن تلعن اليوم الذي رأت فيه النور في هذا البلد، الذي صار الهروب منه حلما يطمح إليه أكثر من نصف المغاربة.