تحول صراع خفي حول المواقع داخل بيت التجمع الوطني للأحرار بطنجة، إلى مكائد سياسية لدى بعض الأسماء الانتخابية، التي استغلت جهود مكرها الانتخابي لتدمير هذا الحزب قبيل الانتخابات، وشرعت في ترتيب خططها في جو من السرية والمؤامرة.
الحزب يتعرض لغدر سياسي من أبنائه، هكذا علق مصدر من داخل بيت الحمامة بطنجة، وتتمثل مظاهر هذا الغدر السياسي حسب نفس المصدر، في الجهود التي مارسها محمد بوهريز عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، في التأثير على حجم الحمامة خلال الانتخابات المقبلة، وبالتالي التقليص من شأن إسم عمر مورو، الذي صار أبرز قيادي داخل الحزب بجهة طنجة تطوان الحسيمة، وهو الأمر الذي لم يرق عائلة بوهريز برمتها، بعدما كانت تتحكم في مفاصل هذا الحزب.
التطورات التي شهدها حزب التجمع الوطني للأحرار بطنجة، خلال هذه الفترة التي سبقت الانتخابات بأيام قليلة، توحي بأن أشياء تحاك في الكواليس، وتنذر بوجود دسائس انتخابية، حيث انقلب موقف يوسف بنجلون، رئيس الغرفة المتوسطية للصيد البحري رأسا على عقب، والتحق بصفوف حزب الاتحاد الاشتراكي، بعدما كان قاب قوسين أو أدنى من الالتحاق بالحمامة، وهو نفس التوجه الذي اختارته سلوى الدمناتي نائبة رئيس جهة طنجة تطوان الحسيمة المقربة جدا من محمد بوهريز، والتي غادرت التجمع الوطني للأحرار للترشح وكيلة للائحة الجهوية للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية.
مصادر من داخل أحرار طنجة، فسرت التحاق هذين الاسمين بحزب الوردة بوجود مخطط انتخابي يستهدف عمر مورو عبر ضرب الحمامة وبالتالي تقوية صفوف الاتحاد الاشتراكي، حيث شددت المصادر على أن هناك تنسيقا خفيا يجري بين يوسف بنجلون وحليفه التقليدي حميد أبرشان يسمح لهذا الأخير السطو على عمودية طنجة، وما يكرس الاتهام لمحمد بوهريز بكونه مارس الغدر السياسي إزاء حزبه التجمع الوطني للأحرار، هو وجود اسمين ضمن اللائحة الانتخابية لحزب الوردة الخاصة بمقاطعة بني مكادة وهما بلال العمراني وأحمد الريش بعدما خاضا الانتخابات السابقة ضمن لائحة الحمامة بجانب حسن بوهريز نجل محمد بوهريز.
وكشفت المصادر ذاتها على أن حسن بوهريز كان هو الآخر بصدد الترشح للانتخابات القادمة برمز الوردة، قبل أن يعدل عن قراره بسبب تحذير قوي تلقاه الأب محمد بوهريز من طرف قيادي كبير بالتجمع الوطني للأحرار، حيث هدد هذا الأخير بتجميد عضوية بوهيرز داخل المكتب السياسي في حال خوض نجله الاستحقاقات المقبلة برمز الاتحاد الاشتراكي.