غريبٌ هو حال الأدب وعجيب هو منطق النشر في أرض العرب، بعد سنين من تهاطل التقارير الإعلامية الأجنبية التي تشير إلى صعوبة نشر كتاب لعوامل عدة أبرزها التهميش، ما يسيل لعاب الخجل من بين الأنامل اعتبارا أن عقول الرجال في رؤوس أقلامهم، نتساءل بنوايا اكتملت أركان حسنها: أين هو باب احتضان الشباب؟
ما هي النوافذ المخصصة للمبدعين؟
و هل سننهض بالكتاب دون عمل قاعدي؟
أم أن الكاتب البسيط الذي يساهم في تأثيث ركن الثقافة لا يستحق الدعم ولو بعدد يسير من النسخ الورقية من باب التحفيز؟
وال23 من شهر أبريل يقترب نحن ننهار: أي يوم عالمي احتفاءا بالمؤلف هذا؟
شخصيا استقبلتني بعض دور النشر المحلية بحرارة التجاهل وعظيم التعالي، أعي تماما إكراهات الناشرين وأقدر مجهودات بعض نساء ورجال الميدان، غير أنه كباقي المجالات غني بالمصلحة المادية كأولوية لدى البعض الآخر، في حرب متواصلة بعنوان: الرقمنة والهيمنة.
ووفق رأيي البسيط العميق كالسهل الممتنع واقع التأليف، وبالنظر للمشار إليه أعلاه، عالم الكتاب يحتاج لاهتمام أكبر من الجهاز الوصي على الشباب بلادنا الغنية بالمبدعين من ذات الفئة، ما يستوجب خلق جسور جديدة للتواصل ومدِّها بالتجاوب.
وها أنا إلى جانب المبدعين (و هم كُثر) أحتفل باليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف، بخزانة ممتلئة بل آيلة للسقوط: أين حقي في نشرها بيُسر؟
و قعتُ مؤلفي “طوفان الأقصى” بعد نشر ذاتي، وقريبا أستعد لنشر آخر إصدار من أعمالي الأدبية بعنوان “البيت المهجور” بشكل أيضا ذاتي: فهل من التحفيز جعل المبدع الشاب (كاتب، مؤلف، ناشر، موزع) ناهيك عن التدقيق اللغوي وما يلي التصميم الداخلي للكتاب.
إذن شكرا ل23 أبريل من كل سنة فإننا نحتفل حقا!