“كيشيط لينا غير التلوث والخراب والأمراض” هكذا عبر أبناء منطقة الكنتور الفوسفاطية عن الواقع البئيس التي تعيشه ساكنة المناطق الفوسفاطية، التي يستغلها المجمع الشريف للفوسفاط في استخراج ثروتها الباطنية، في حين لا يتبقى للمنطقة وأبناءها سوى نصيب التلوث والغبار.
وفي الوقت الذي تنعم فيه الشغيلة التي تتوزع بين الأطر والمستخدمين، بسخاء المجمع الشريف للفوسفاط، يحصر هذا الأخير ساكنة المناطق الفوسفاطية وخصوصا المجاورة للمناجم في الزاوية الضيقة، دون أن يبالي بمعاناتهم اليومية التي تتسبب فيها أكوام الغبار التي تستقبلها منازلهم، ولا أن يعير اهتماما لما تفرزه المواد الملوثة من أمراض أصابت أجسام ساكنة الكنتور.
والأدهى من ذلك فإن المتضررين من المجمع الشريف للفوسفاط هم أبناء متقاعدين في القطاع، أفنوا أعمارهم في وضع لبنات هذه المؤسسة الاقتصادية، بعدما كانت تعتمد على سواعد الآباء والأجداد، لتقوية الإنتاج في ظل غياب الآليات، وهاهم الآن يعيشون في الجحيم نظرا لهزالة أجور التقاعد التي يتقاضونها، فيما تستفيد الشغيلة الحالية التي تعتمد في اشتغالها على الآليات المتطورة من مزايا عديدة.