في خضم الحملة المطالبة برحيل رئيس الحكومة عزيز أخنوش، والتي امتدت إلى مستويات قياسية، انخرط فيها السياسيون والمثقفون والفنانون، قبل أن يقودها المواطن البسيط على مواقع التواصل الاجتماعي، فإن المستهدف هو امبراطور المحروقات بالمغرب عزيز أخنوش، دون أن تكلف الأبواق الإعلامية الموالية لهذا الأخير نفسها عناء الرد على أصحاب الحملة بوجود جهات وراء هذه الحملة تستهدف عزيز أخنوش.
عزيز أخنوش ثري مغربي يسيطر على جزء كبير من قطاع المحروقات في المغرب، ووضعته تقارير اقتصادية في خانة الأشخاص الذين انعكست تداعيات كورونا بالإيجاب على حجم ثروتهم فتضاعفت عدة مرات، قبل أن يزيد الارتفاع المهول لأسعار المحروقات في منسوبها مقابل تضرر أحوال المغاربة، وفي ظل هذا الزخم كان بديهيا أن يفرز الوضع تذمرا شعبيا ضد الرجل، فيصير منبوذا لدى الشعب.
عجز أخنوش عن الوفاء بوعوده الانتخابية، وتجسيد برنامجه الانتخابي، الذي كان قائما على شعار “تستاهلوا أحسن”، وتحولت آمال المغاربة التي كانت مبنية على هذا الشعار، إلى يأس زرعت بذوره تحولات خطيرة في الحياة المعيشية للمواطن البسيط، عنوانها هو الغلاء الذي ضرب المواد الاستهلاكية والمحروقات، وألقى بظلال المعاناة على القدرة الشرائية للمواطن المغربي.
الحملة المطالبة برحيل أخنوش تتمدد يوما بعد يوم، و“الهاشتاغ” لا زال متواصلا على مواقع التواصل الاجتماعي، وشرارة غضب المغاربة لا يمكن أن تنطفأ في ظل ارتفاع الأسعار، التي تشكل أبرز أنشغالاتهم، والأمين العام لحزب التجمع الوطني للأحرار الذي يقود الحكومة يكتفي بتوجيه اللوم للسوق الدولية، بعدما رفض الأخذ ببعض الاقتراحات، كتطبيق نوع من تسقيف أسعار المحروقات في محطات الوقود، أو الحد من هوامش الربح لموزعي المحروقات، وهلم جرا….
رئيس الحكومة مطالب بحماية القدرة الشرائية للمواطن المغربي، مثلما مطالب بالتعامل بجدية مع هذا الغضب الشعبي، الذي يشكل تهديدا للاستقرار الاجتماعي، وإذا كان عاجزا عن إيجاد حلول عاجلة لأزمة ارتفاع الأسعار، فالأجدر به أن يستقيل.