تحية افتخار واعتزاز إلى عمالنا العاملين الصامدين الصابرين المرابطين على أرض فلسطين،
تحية شموخ وإباء إلي حرائر فلسطين الصابرات الماجدات العاملات بكل الميادين،
تحية إكبار وإجلال ووفاء لكم أيها الأبطال في كافة مواقع العمل والنضال في مواجهة مخططات الإحتلال، تحية لمن تكبدوا المعاناة من أجل كسرة خبز لأطفالهم من أجل العيش بحياة كريمة تليق بالإنسان، تحية عرفان وتقدير وحب لكل فلسطيني وفلسطينية يكدون ويقاومون لتحرير وتعمير الوطن.
يطل الأول 01 من ماي يوم عيد العمال العالمي يوم النضال الفلسطيني من أجل التحرر والإستقلال والعودة والتي تنادى فيه عمال العالم أجمع من أجل الإتحاد في وجه الظلم والإستغلال والقمع ومصادرة الحقوق لصالح فئة قليلة من المستغِلين الرأسماليين الهادفين إلى السيطرة والإستحواذ على ثروات ومقدرات الشعوب واستعبادها وقمع حرياتها وانتهاك حقوقها المختلفة.
يطل العيد على كادحي فلسطين والوطنيين الغيورين على وطنهم والمشتعلين حماسا للنضال من أجل انتزاع حقوقهم وحماية مكتسباتهم وإنجازاتهم على امتداد سنوات نضالهم الطويلة الماضية ونحو إنهاء الإنقسام المدمّر وإنجاز الوحدة الوطنية الفلسطينية كضرورة الحتمية للمواجهة والإنتصار، يطل العيد وعمال فلسطين أكثر استعدادا وإصرارا من أي وقت مضى على السير قدما إلى الأمام على طريق كسر جميع قيودهم.
يعتبر يوم 01 ماي عيد العمال العالمي الذي يحتفل به ملايين العمال حول العالم بمثابة ذكرى مؤلمة لنحو 210 آلاف عامل فلسطيني في القطاع متعطلين عن العمل ويعتمد غالبيتهم على المساعدات التي تقدمها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) وغيرها من المؤسسات الإغاثية، إن الظروف التي يعانيها العامل الفلسطيني في القطاع المحاصر إسرائيليا تعتبر قاسية للغاية في ظل غياب أي فرص عمل والإقتصار على وظائف مؤقتة لمدة لا تتجاوز ثلاثة شهور يتحصل عليها العامل كل عدة سنوات لمرة واحدة، فالمطلوب من قبل السلطة الفلسطينية والمؤسسات الدولية هو العمل من أجل إعادة السماح لهم بالعمل داخل الأراضي المحتلة عام 1948 كما كان عليه الحال قبل اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000 وتحسين الواقع المعيشي والإقتصادي لهم.
تاريخيا تعيش الطبقة العاملة الفلسطينية ظروفا معقدة على المستويين الإجتماعي والوطني فهي تعيش استغلالا ونهبا لطاقة عملها من قبل أصحاب العمل المستعمرين الإسرائيليين أو حتى في النطاق الفلسطيني وتخضع لإضطهاد قومي من قبل دولة الإحتلال الإسرائيلية، فما يجري في سوق العمل الإسرائيلي والفلسطيني من تمييز شديد ضد المرأة العاملة في الأجور والحقوق والتأمين بالإضافة لعمليات الإستغلال الجنسي للنساء استغلال فظيع وغير إنساني للنساء الفلسطينيات العاملات اللواتي يجري استغلالهن بأبشع الوسائل الأخلاقية والنقابية والوطنية في داخل السوق المحلية وفي سوق العمل الاسرائيلية الإستعمارية.
يواجه العمال في قطاع غزة ظروفا معيشية سيئة للغاية وسط ارتفاع كبير في أعداد المتعطلين عن العمل واتساع دائرة الفقر في أوساطهم وما يقابل ذلك من انخفاض حاد في حجم المساعدات الإغاثية المحلية والخارجية المقدمة لهم، وفي السياق ذاته إن العمال الفلسطينيين في الأرض المحتلة يساقون إلى العمل في مزارع ومصانع ومستعمرات العدو كأنما يساقون إلى الموت وهناك دعوة لإنشاء صندوق لدعم العمال الفلسطينيين بدلا من العمل عند العدو الصهيوني وفي ظل النموذج الإقتصادي المشوّه الذي تعيشه المناطق الخاضعة للسلطة الفلسطينية جراء حكم منقوص السيادة واحتلال يتقن الضرب على كل الأوتار يجد عمال الضفة الغربية أنفسهم أمام خيارات ضيقة فما بين وظائف محدودة حكومية وخاصة وطريق الهجرة الممتنع على كثيرين يضطرون إلى سلوك الطريق الوعر للعمل لدى الإسرائيليين في أراضي الـ48 أو المستوطنات.
عاشت الطبقة العاملة الفلسطينية في يومها المجيد، عاش الأول 01 من ماي رمزا لكفاح ونضال كل الأحرار، المجد للشهداء والحرية للأسرى والشفاء العاجل للجرحى:(لن يحرر العمال إلا نضالهم، ولن يحرر الشعوب المقهورة إلا نفسها وعملها من أجل ثوابتها وحقوقها الوطنية).