فرار المساعد المقرب من “موسى” بعد مداهمة فيلا فاخرة بالناظور
عرفت منطقة سلوان ضواحي مدينة الناظور، في الساعات الأولى من صباح الأربعاء، واحدة من أكثر العمليات الأمنية تعقيدًا وإثارة، بعدما تمكن المبحوث عنه الخطير الملقب بـ“ولد عيسى”، الذراع الأيمن للمهرب الدولي “موسى”، من الإفلات من قبضة الأجهزة الأمنية التي كانت تطارده منذ أسابيع بتهم تتعلق بـالتهريب الدولي للكوكايين.
وحسب مصادر متطابقة، فقد كانت فرق أمنية مشتركة من الشرطة القضائية وفرقة مكافحة العصابات تراقب تحركات المشتبه فيه استنادًا إلى معطيات استخباراتية دقيقة، تشير إلى تواجده داخل فيلا فاخرة بمنطقة أولاد شعايب بطريق حاسي بركان.
لكن عملية المداهمة، التي نُفذت فجرًا، تحولت إلى مطاردة هوليودية بعدما استغل “ولد عيسى” ممراً سرياً داخل جدار الفيلا مكنه من الفرار قبل أن يمتطي سيارة رباعية الدفع ويبتعد بسرعة كبيرة، رغم الطلقات التحذيرية التي أطلقها عناصر الأمن.
التحقيقات الأولية كشفت أن الفيلا التي كانت مسرح المداهمة يملكها منتخبون محليون، سبق أن باعوها لعَمّ المشتبه فيه في صفقة لم تُستكمل بعد، وهو ما دفع الفرقة الوطنية للشرطة القضائية إلى الاستماع إليهم في إطار البحث الجاري، في ظل الاشتباه في ارتباط محتمل بين الشبكة الإجرامية وبعض الأطراف السياسية.
كما أظهرت وثائق رسمية أن العقار ذاته كان موضوع نزاع إداري مع جماعة سلوان، التي رفضت منحه شهادة الأراضي غير المبنية بسبب خروقات في تصميم البناء والمسبح، وهو ما جعل السلطات تشرع في مسطرة هدمه بعد المداهمة.
وتتعامل المصالح الأمنية مع هذا الملف بحذر شديد، بالنظر إلى تشعب خيوطه وامتداده خارج التراب الوطني، خصوصًا وأن “موسى”، الذي أُوقف سابقًا بمدينة سلا، يُعتبر مجرد واجهة لشبكة تهريب دولية أكبر تنشط في المنطقة بين المغرب وجنوب أوروبا.