في الوقت الذي اختفى فيه أصحاب العلم والمعرفة، انساق المغاربة وخصوصا رواد مواقع التواصل الاجتماعي وراء صناع التفاهة، الذين باتوا من أبرز ناشري المحتوى، رغم افتقارهم للمؤهلات العلمية والثقافية.
ويشكل تواجد هؤلاء أو بالأحرى سيطرتهم على فضاءات التواصل الاجتماعي، خطرا يهدد المغاربة، بعدما صاروا يستقطبون الملايين من المتابعين، حيث لا يختلف تأثيرهم في السلبية عن تأثير صاحبات الروتين اليومي.
ويختلف هؤلاء في الأسماء، لكنهم يتقاسمون التفاهة، في تحليل الأحداث، سيما التي تهم الشأن الوطني، حيث غالبا ما يحشرون أنفسهم في نقاشات سياسية، ويتعمدون الرفع من حدة الانتقاد لاستمالة لايكات المتابعين.
اختاروا أسماء مستعارة، وشكلوا بذلك جيلا جديدا، يضم مول الفوقية ومول الكاسكيطة، وهلم جرا، يجري وراء هدف واحد هو الربح المادي، لكنه يصيب أهدافا أخرى دون يدري، وتتمثل في تمييع الوعي العام، وتشويه القدوة، عبر محتوى رديء.
وهكذا توارى الباحثون والمفكرون، وبسط التافهون سيطرتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، يستهلكون وقت المتابعين الثمين، حيث ينتشون بتصاعد أرقام المشاهدات، دون أن يخجلوا من المستوى المتدني، لتحليلاتهم ونقاشاتهم التي لا تستند على مقاييس سياسية أو ثقافية، فقط تمييع للوعي العام.