يسود غضب بطنجة وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، بعد انتشار خبر يفيد اقتناء منير ليموري عمدة المدينة لسكن فاخر بمنطقة “سوطو غراندي” بالجنوب الاسباني، تناهز قيمته المالية 800 ألف يورو.
وينطلق غضب المواطنين من نقطة استشعارهم بأن عمدة المدينة غير راض بالإقامة في المدينة التي عبث بتسيير شؤونها، وفضل اختيار إقامة في الجارة الشرقية، لذا فلجوء العمدة إلى دولة مجاورة هو نتاج، لإحساس بعدم الارتياح في الأرض الذي آوته وآمنته من خوف.
ورغم أن منير ليموري خذل الساكنة والمدينة، ورجح كفة مصالحه الخاصة، على تنمية بوابة المغرب الشمالية، فإن صلابة وجهه لم تمنع طموحه السياسي في النمو وأطماعه الانتخابية في التمدد، حيث كان يسعى ويضع الترتيبات بأن يكون وزيرا في الحكومة المقبلة، أو برلمانيا وذلك أضعف الإيمان.
ويبدو أن خبر اقتناء منير ليموري، لإقامة فاخرة بإسبانيا، ألقى بظلاله على حسابات حزب الأصالة والمعاصرة، لأن الرجل نازع ونافس القائد السابق للجرار إلياس العماري في خططه، دون الاكتراث لمنطق “هل يستوي الشجاع والجبان”.
عمدة طنجة أضاف فضيحة أخرى إلى سلسلة من الفضائح المتتالية، التي تجعل المرء يدرك أن احتراف الفضائح هو جزء من النجاح الانتخابي، وهذا ما يكرسه حجم الود الذي تنعم به فاطمة الزهراء المنصوري، على منير ليموري، رغم سقطاته المتكررة.
إذا كان عمدة طنجة يحلم بالاستقرار بالجارة الشمالية، فمن البديهي أن هذا الاختيار أملته قناعة البحث عن ملاذ آمن وعن ظروف أفضل لعائلته، وهذه القناعة استوطنت كيان العديد من الشباب، الذين فضلوا المجازفة بأرواحهم، للوصول إلى الضفة الأخرى، عبر قوارب الموت، إلا أن هؤلاء، عادوا بعد سنوات لمعانقة الوطن، حاملين العملة الصعبة، وعمدة طنجة أعادها إلى اسبانيا.
