من الماضي تفوح رائحة الألم، وتنبعث ذكريات قاسية، لا زالت تحمل المدونة بسمة بولمان جروحها المؤلمة، وعندما فاضت الجروح، أطلقت العنان للسانها كي يفجر بركان الغضب، والكشف عن أسباب ألم كبير ظل يستوطن كيانها.
بكثير من الشجاعة والجرأة، استعرضت بسمة بولمان ملامح طفولتها التي اغتصبت من قبل بيدوفيل بمنطقة الصويرة، حيث بدأت الحكاية منذ أن كانت طفلة بريئة ذات ست سنوات، وجدت نفسها بين يدي شخص تخلص من انسانيته وقادته أطماعه الجنسية ونزواته الشاذة، إلى أن يتحول إلى وحش يعبث بنفسية وجسد ومشاعر طفلة، إذ داوم على الاستغلال الجنسي للطفلة على امتداد ثماني سنوات، قبل أن يقرر الزواج منها، تكفيرا على أفعاله.
كانت الطفلة بسمة تلعب مع أقرانها أمام منزل عائلتها، قبل أن تداوم يد رجل أسمر على جذبها من شعرها، إلى داخل البيت، لممارسة الجنس عليها بطريقة شاذة يوميا، في لحظات تغيب فيها شمس الانسانية، ويتحول فيها المكان إلى ظلام دامس، تنعدم فيه الرؤية، فقط تتضح فيه معالم الجريمة، التي لا زالت تلقي بظلال المعاناة عليها كمرأة.
المدونة بسمة قررت التخلص من الصمت، والخروج من دائرة المسكوت عنه، واستعراض مأساتها التي تملأ قلبها، والتي يختزنها ماضيها وحاضرها، والهدف هو رغبتها وإصرارها على استرداد حق الطفلة المغتصبة.
