أحمد الجوهري
بالقدر الذي كان فيه يوم 31 أكتوبر، تجسيدا استثنائيا للاستثناء نفسه، شكل صدمة للنظام الجزائري، ولعملائه المغاربة، الذين يعيشون خارج أرض الوطن، وعلى رأسهم المدون “هشام شارم”.
وفي الوقت الذي عمت فيه الفرحة ربوع المملكة المغربية، ارتفع إيقاع الحسرة في قصر المرداية، بعدما راهن على امتداد خمسين سنة على تقسيم أرض جاره الغربي، عبر إنفاق باذخ لحدود العبث، والاستفزاز، إلى أن انتهت به الرحلة، منكسرا، أمام قرار تاريخي، يعترف بسيادة المغرب على صحرائه.
وأفرز القرار عددا من الضحايا، ومن بينهم المدون “هشام شارم” المقيم بدولة كندا، والذي بدا خلال الشهور الأخيرة، وهو يحمل ضغائنا وأحقادا لهذا الوطن، بل ارتفع لديه أدرينالين ايقاع الحقد، خلال الآونة الأخيرة، إلى الحد الذي تحول فيه، إلى بوق للنظام العسكري، ينفث سمومه على مواقع التواصل الاجتماعي.
وبعد أن دخل النظام الجزائري في دوامة عنوانها الصدمة، وجوهرها إنهاء الصراع بتتويج مغربي، سيجد عملاء الجزائر أنفسهم أيتام، وهم تلاحقهم مشاعر مريرة، تحيط بها المخاوف من مصير محتوم، وهو الدخول في عزلة، تتراكم فيها الهواجس والخيبات وهي نهاية حتمية، لكل من يسعى إلى الصراع ضد المنطق، وضد المنهج الذي يقود إلى الحقيقة.
