خلف الحوار الذي أجراه رئيس الحكومة عزيز أخنوش وراءه موجة من ردود الفعل المتباينة، غلب عليها النقد والسخرية. الإعلامي سمير شوقي كان من أوائل من عبروا عن موقفهم، إذ وصف الحوار بالضعيف، مشيراً إلى غياب لغة الجسد وأدوات الإقناع، معتبراً أن العزوف عن متابعة الحوار كان نتيجة طبيعية لعدم تقديم أجوبة مقنعة عن الإشكالات التي يعانيها المواطن منذ 2021، وعلى رأسها أزمة التعليم والصحة وارتفاع البطالة وتراجع القدرة الشرائية.
موقف شوقي لقي صدى واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي، حيث تكررت التعليقات التي اعتبرت أداء أخنوش غير فعال، ووصفت حديثه بالسطحي وغير المجيب عن تساؤلات الشارع. وفي مقابل محاولات محدودة للدفاع عن رئيس الحكومة، اجتاحت الانتقادات الساخرة المشهد الرقمي، إذ كتب أحد النشطاء: “لم يقل رئيس الحكومة جملة واحدة مفيدة، ولم يقدم جواباً يلامس هموم المواطن، لأنه ببساطة يفتقد الجرأة السياسية لمصارحة الرأي العام.”
آخرون ذهبوا أبعد من ذلك، معتبرين أن الحوار زاد من فقدان الثقة في المؤسسات، وأن تقارير رسمية مثل تلك الصادرة عن المجلس الأعلى للحسابات تكشف عن واقع اجتماعي مقلق، حيث لا تزال فئات واسعة تعيش على الهامش.
ولم يتوقف الجدل عند العموميات، بل امتد إلى قضايا دقيقة، مثل ملف الدعم الموجه لاستيراد الأبقار والأغنام. فقد رأى متابعون أن أجوبة أخنوش لم تكن مقنعة، خصوصاً بعد اكتفائه بالإشارة إلى “فائض في رؤوس الأغنام” باعتباره حصيلة سياسة حكومته.