من هو مصطفى براهمة.. رحيل مناضل يساري عاش من أجل القضايا الاجتماعية
توفي صباح اليوم السبت 11 أكتوبر 2025، مصطفى براهمة، الكاتب الوطني السابق لحزب النهج الديمقراطي، وأحد أبرز الوجوه اليسارية في المغرب، بعد مسار طويل في العمل السياسي والنقابي امتد لأزيد من أربعة عقود.
وُلد الراحل سنة 1955 بإقليم برشيد، وبدأ مساره النضالي في صفوف الاتحاد الوطني لطلبة المغرب خلال سبعينيات القرن الماضي، قبل أن يلتحق بالحركات اليسارية الراديكالية التي كانت تنادي آنذاك بالتحرر الاجتماعي والسياسي.
عُرف براهمة بثباته على مواقفه السياسية والفكرية، وبدفاعه المستمر عن الحريات العامة وحقوق الفئات الهشة، كما كان من الأصوات البارزة التي دعت إلى بناء يسار وحدوي مستقل عن السلطة وعن منطق المساومات السياسية.
وتولّى الراحل مهمة الكاتب الوطني لحزب النهج الديمقراطي سنة 2012، خلفاً لعبد الله الحريف، واستمر في قيادة الحزب لولايتين متتاليتين إلى غاية سنة 2022، حيث واكب مرحلة التحضير لتحويل الحزب إلى “حزب العمال الديمقراطي”، في خطوة وُصفت حينها بالتاريخية ضمن مسار اليسار الجذري بالمغرب.
وخلال سنوات توليه المسؤولية، ركّز براهمة على قضايا العدالة الاجتماعية، ودعم الحركات الاحتجاجية السلمية، خصوصاً في ملفات التعليم والصحة والحقوق الاقتصادية، معتبراً أن الإصلاح السياسي يمر عبر بناء وعي شعبي منظم.
تُعد وفاة مصطفى براهمة خسارة للتيار اليساري المغربي، وللمشهد السياسي الوطني بوجه عام، بالنظر إلى ما مثله من تجربة فكرية ونضالية امتدت لعقود، جمعت بين الالتزام السياسي والعمل الميداني، وظلت وفية لخط النقد والمساءلة الاجتماعية.