أطلق عدد من المواطنين والفاعلين المدنيين والحقوقيين في مدن شمال المغرب خصوصا بمدينة طنجة، نداءات تحذيرية بشأن انتشار مواد استهلاكية ومنتجات غذائية تُعرض في بعض المتاجر والأسواق المحلية بأثمنة منخفضة بشكل غير معتاد، ما أثار الشكوك حول جودتها وسلامتها ومدى مطابقتها للمعايير الصحية المعمول بها.
وجاءت هذه التحذيرات عقب تداول مقاطع فيديو على منصّات التواصل الاجتماعي، خصوصًا “فيسبوك” و”إنستغرام”، توثّق عمليات بيع منتجات غذائية بأسعار “بخسة” في بعض المحلات، الأمر الذي أثار تساؤلات واسعة بين النشطاء والمتتبعين حول مصدر هذه السلع، خاصة في ظل الأزمة الاقتصادية وغلاء المعيشة الذي يدفع المستهلكين إلى البحث عن البدائل الأرخص.
وطالب عدد من الفاعلين الجمعويين والحقوقيين السلطات المعنية ولجان المراقبة الصحية بالتدخل العاجل وفتح تحقيق ميداني لتتبع مسار هذه المنتجات والكشف عن مدى مطابقتها لشروط السلامة الصحية، معتبرين أن عروض التخفيضات الكبيرة على مواد أساسية قد تُخفي وراءها تجاوزات خطيرة أو محاولات لتصريف سلع منتهية الصلاحية.
ويرى متتبعون أن هذه التخفيضات غير المبررة قد تكون مرتبطة بتلاعب في تواريخ الإنتاج أو انتهاء الصلاحية، داعين إلى تشديد الرقابة على الأسواق والمخازن، وتطبيق العقوبات القانونية الصارمة ضد كل من يثبت تورطه في الغش التجاري أو تعريض صحة المستهلك للخطر.
كما شددت فعاليات مدنية على ضرورة تعزيز ثقافة الوعي الاستهلاكي، وتحفيز التعاون بين السلطات العمومية والمجتمع المدني لحماية المستهلك وضمان شفافية المعاملات التجارية، محذّرين في الوقت نفسه من خطورة تغيير أو طمس تواريخ الصلاحية بغرض تسويق منتجات فاسدة أو مجهولة المصدر، لما يمثله ذلك من تهديد مباشر للصحة العامة وثقة المواطنين في السوق المحلية.