بعد مرور عدة شهور على تنصيب عبد المومن طالب عاملا على إقليم اليوسفية، لازالت جميع المصالح بهذه المؤسسة الإدارية على حالها، ولم يطرأ أي تغيير على بعض الأقسام، مما جعل عمالة اليوسفية تسير بوتيرة عهدها السابق.
وبدأ الإحباط يتسلل إلى نفوس الساكنة، التي كانت تنتظر طفرة، يحدثها قدوم مسؤول جديد، قادم من قطاع التربية والتكوين، وقادر على فتح باب التغيير، الذي ظل موصدا، وتختبأ خلفه مظاهر سلبية، أبطالها موظفون، لا زالت سطوتهم سائدة، وأولوياتهم نحو المصالح الشخصية، قائمة.
ويسود الاعتقاد لدى المواطنين، بأن المسؤول الأول بإقليم اليوسفية، سيتعايش مع الوضع ورموزه، دون الإعلان عن نهاية تاريخ عهد قديم، لا يمكن القضاء عليه، إلا بثورة إدارية كاملة شاملة.
وعبر أكثر من رأي عن إحساسه بالإحباط، في ظل استمرار نفوذ بعض الموظفين النافذين، الذي يخفون الحقائق عن عامل الإقليم، ويحملون فقط المغالطات، من أجل ضمان بقاء واستمرارية تيار يسعى للحفاظ على سطوته، وعلى الصورة التي يظهر فيها هؤلاء هم سادة عمالة اليوسفية.
ويخرج من رحم هذا الوضع، وضع آخر له ارتباط بعمالة اليوسفية، مليء بالفوضى، وتتضح معالمه خلال اللقاءات التي يشرف عليها عامل الإقليم، ومن بين هذه المظاهر تواجد العشرات من منتحلي صفة الصحافيين، مما دفع بالمهنيين إلى التواري عن الأنظار، ومظاهر أخرى لا تنتهي عند مشهد يظهر فيه رئيس جمعية، يقدم شروحات للسيد عامل الإقليم واضعا يده في جيبه.
