“الكيل بمكيالين” في طنجة.. الدراويش ممنوعون من البناء والنافذون يشيدون وسط الغابات
تعيش مدينة طنجة على وقع جدل جديد بعد انتشار شريط مصوّر يوثق أشغال بناء داخل الغابة الحضرية مديونة، أحد آخر المتنفسات الطبيعية بالمدينة، وسط تساؤلات حول الجهة التي سمحت بهذه الأشغال في منطقة تخضع لقيود عمرانية صارمة.
الناشط الطنجاوي يونس بن العيساوي نشر، اليوم السبت، على صفحته الرسمية بموقع “فيسبوك”، مقطع فيديو مدته 18 ثانية يظهر فيه ورش بناء داخل الغابة، مؤكداً أن الأشغال تتواصل “على قدم وساق” رغم المنع المفروض على البناء في هذه المنطقة.
ودعا بن العيساوي في تدوينته إلى تدخل والي جهة طنجة تطوان الحسيمة يونس التازي، ووزارة الداخلية، لوقف ما وصفه بـ”إبادة غابة مديونة”، مطالباً في الآن نفسه البرلمان بإيفاد لجنة لتقصي الحقائق حول ما يجري. كما ناشد الإعلام المحلي والوطني تسليط الضوء على “ما يتعرض له المجال الغابوي من تدمير ممنهج”، على حد قوله.
وسرعان ما أثار الفيديو تفاعلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبّر عدد من النشطاء عن استنكارهم لما وصفوه بـ”التطاول على آخر المتنفسات الطبيعية في طنجة”، معتبرين أن أي مساس بغابة مديونة “يهدد التوازن البيئي للمدينة”.
وفي تعليقات غاضبة، وصف بعض المتابعين المتورطين في البناء داخل الغابات بـ”المافيا العقارية”، فيما تساءل آخرون عن “صمت الجهات الوصية” إزاء هذه الأشغال، في وقت تمنع فيه السلطات سكان الأحياء الهامشية من البناء البسيط إلى حين المصادقة على مخطط التهيئة الجديد.
واعتبرت أصوات محلية أن ما يحدث في مديونة يعكس سياسة الكيل بمكيالين في منح التراخيص، إذ يُسمح بالبناء في المناطق المحمية لصالح “أصحاب النفوذ”، بينما تُفرض قيود صارمة على المواطنين العاديين، ما فجر موجة غضب على المنصات الرقمية.
وتُعد غابة مديونة من أكبر الغابات الحضرية في طنجة، وتمتد على مساحة شاسعة تشكل رئة خضراء للمدينة. ورغم التحذيرات السابقة من نشطاء البيئة، تتواصل المخاوف من تحولها إلى بؤرة استثمارية جديدة قد تُفقد المدينة أحد أهم فضاءاتها الطبيعية.
