عبد اللطيف أبوربيعة
بلغ إلى علمنا ونحن نتابع الشأن المحلي لإقليم ٱسفي أن عامل إقليم ٱسفي ” محمد الفطاح” دعا في اجتماع عقد مساء يومه الأربعاء 27 غشت الجاري بمقر العمالة الحاضرين من رجال السلطة المحلية ورؤساء الجامعات الترابية والمصالح ..دعا هؤلاء الفاعلين في التنمية المحلية إلى ضرورة الانخراط السريع و الجدي والفعال في الدينامية التي شدد عليها جلالة الملك محمد السادس في خطاب العرش الأخير والمتعلقة بالجيل الجديد للتنمية المجالية لتجاوز مغرب السرعتين وذلك من خلال إعداد الخطط والمقاريات التنموية التي من شأنها تحقيق تنمية وفق عدالة مجالية مناصفة ..
اجتماع عامل ٱسفي المنعقد اليوم جاء كذلك بعد دورية وزارة الداخلية التي تلت خطاب العرش والتي دعت ولاة الجهات وعمال الأقاليم من أجل إعداد جيل جديد من برامج التنمية الترابية المندمجة من خلال تثمين خصوصيات كل منطقة أو جماعة ترابية ، دعم التشغيل والاستثمار المحلي،تدبير استياقي للموارد المائية ، تعزيز الخدمات الأساسية من خلال دعم التعليم والصحة ، التأهيل الترابي في انسجام مع المشاريع الوطنية الكبرى وكذا التوزيع الترابي العادل للتنمية المحلية والمجالية ..
كما بلغ إلى علمنا أن عامل ٱسفي أعطى تعليماته من أجل تكوين لجان محلية يترأسها رؤساء الدوائر كل في دائرة نفوذه وتضم في عضويتها رؤساء الجماعات الترابية داخل هذا النفوذ الترابي والمنتخبين وممثلي المصالح اللامركزية للدولة ، و هي اللجان التي ستكون مهمتها تشخيص الوضع التنموي بالجماعات الترابية وإعداد برامج تنموية جديدة عادلة ومنصفة تنفيذا للتوجيهات الملكية السامية ووفق مقاربة تشاركية ومجالية ..كما دعا المسؤول الأول الترابي على إقليم ٱسفي اللجان المذكورة إلى إعداد تقارير في الموضوع ورفعها للعمالة من أجل دراستها والتأشير عليها وشدد على أن تتوزع برمجة المشاريع التنموية وفق مقاربة منصفة وعادلة وتستفيد منها الساكنة على قدم المساواة دون حيف أو إقصاء.
الملاحظ هو أن اجتماع ” محمد الفطاح” عامل إقليم ٱسفي هذا والذي يندرج في زمن قبل انتخابي يسبق انتخابات 2026 يمكن اعتباره دق لناقوس الإنذار وقرسة في ٱذان الانتهازيين والوصوليين وتجار الانتخابات وأصحاب الحسابات السياسوية والانتخابوية الضيقة كما يمكن اعتباره نهاية لمسلسل سياسة الكيل بمكيالين في برمجة المشاريع التنموية ، وهي السياسة التي نخرت الجسم التنموي لإقليم ٱسفي لعشرات السنين وجعلته إقليما يسير بسرعتين فيما يتعلق بالتنمية المحلية.. ففي الوقت الذي تنعم فيه جماعات ترابية بعينها من تنمية محلية متميزة تقصى فيه جماعات أخرى من هذه التنمية بسبب حسابات إنتخابوية وسياسية ضيقة رغم نداءاتها ومراسلاتنا المتكررة من أجل الإنصاف والعدل لكن لا حياة لمن تنادي.
فهل سيكون اجتماع اليوم لعامل الإقليم مع الفاعلين في التنمية المحلية بداية لتخطيط تنموي محلي وفق مقاربة جديدة كما دعا لها عاهل البلاد قوامها عدالة مجالية وتوزيع منصف للمشاريع التنموية بعيدا عن أي توظيف إنتخابوي أو سياسي ضيق وعن المصالح الشخصية؟ ذلك ما سنتابعه ونعود للحديث عنه في القادم من الأيام مع وضع الأصبع على مختلف الاختلالات التنموية الملاحظة والتنبيه إليها خدمة للصالح العام بكل تجرد ومسؤولية..
متنياتنا أن يكون اجتماع عامل ٱسفي هذا انطلاقة للتفكير الجدي في مشاريع تنموية تقلص من الفوارق الاجتماعية والمجالية وتحسن من مؤشرات التنمية البشرية وتجعل من مواطني إقليم ٱسفي من رعايا صاحب الجلالة موضوعا للعناية والاهتمام وهدفا لتنمية محلية مجالية عادلة ومنصفة..
وأملنا أن يسحب عامل ٱسفي البساط من تحت اقدام أصحاب الريع شناقة الانتخابات وأصحاب الحسابات السياسيوية الضيقة ويعيد قطار التنمية إلى سكته الطبيعية تنفيذا للتعليمات الملكية السامية وخدمة للساكنة المحلية التواقة إلى تنمية حقيقية بعيدة كل البعد عن الحيف والإقصاء..
lpl |