بعد الإبادة في غزة.. وزيرة في حكومة أخنوش تمدح إسرائيل
أثارت تصريحات نادية فتاح العلوي، وزيرة الاقتصاد والمالية في حكومة عزيز أخنوش، جدلاً واسعاً بعد إشادتها بما وصفته بـ“متانة العلاقات الاقتصادية بين المغرب وإسرائيل”، وذلك في وقت تتصاعد فيه الإدانات الشعبية للعدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة.
وجاءت تصريحات الوزيرة خلال حوار مع مركز “ستيمسون” الأمريكي للأبحاث بواشنطن، على هامش اجتماعات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، حيث أكدت أن العلاقات بين المغرب وإسرائيل “قوية وتاريخية”، رغم ما اعتبرته “تباطؤاً نسبياً في بعض المجالات”.
ويأتي هذا التصريح في توقيت حساس إقليمياً، إذ يتزامن مع مشاهد الإبادة والدمار في قطاع غزة التي هزّت الرأي العام العالمي، ومع موجة تضامن واسعة في الشارع المغربي رفضاً لأي تطبيع مع إسرائيل.
ويرى متتبعون أن حديث الوزيرة عن “تاريخ اقتصادي قوي” و“نماذج للتعاون الممكن” مع إسرائيل، يعكس استمرار التنسيق الاقتصادي بين الرباط وتل أبيب رغم تصاعد الغضب الشعبي من جرائم الحرب في غزة.
وقالت فتاح العلوي، في الحوار ذاته، إن “هناك الكثير مما يمكن تعلمه من التجربة الإسرائيلية، خصوصاً في مجالات إدارة الموارد المائية والابتكار”، في إشارة إلى رغبة المغرب في الاستفادة من الخبرة الإسرائيلية في مواجهة أزمة ندرة المياه.
غير أن مراقبين اعتبروا أن الإشادة بإسرائيل في هذه المرحلة الحساسة تمثل “رسالة سياسية غير منسجمة مع الموقف الشعبي المغربي”، الذي عبّر مراراً عن دعمه الثابت للشعب الفلسطيني ورفضه لكل أشكال التطبيع مع دولة الاحتلال.
ويشير محللون إلى أن تصريحات الوزيرة تضع الحكومة أمام معادلة صعبة بين المصالح الاقتصادية والاعتبارات الأخلاقية والإنسانية، خاصة في ظل تزايد الدعوات داخل المغرب لتعليق كل أشكال التعاون مع إسرائيل إلى حين وقف العدوان على غزة.
