استقبل صاحب الجلالة الملك محمد السادس، يوم الثلاثاء، بالقصر الملكي بالدار البيضاء، الأمير تركي بن محمد بن فهد بن عبد العزيز آل سعود، وزير الدولة وعضو مجلس الوزراء السعودي، مبعوثًا خاصًا من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، رئيس مجلس الوزراء، حاملاً رسالة شفوية إلى جلالة الملك.
وفي اليوم نفسه، استقبل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، السفير السعودي في الجزائر، عبد الله بن ناصر البصيري، الذي سلّمه رسالة من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، في خطوة تعكس تنسيقًا دبلوماسيًا متزامنًا بين الرياض وكلٍّ من الرباط والجزائر.
وكانت تقارير إعلامية قد تحدثت عن وصول طائرة ملكية سعودية إلى المغرب تقلّ ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، غير أن استقبال المبعوث السعودي من قبل الملك محمد السادس بدّد هذه الأنباء، مؤكدًا أن الزيارة كانت على مستوى المبعوثين لا القادة.
ويرى مراقبون أن الرسالتين المتزامنتين تحملان دلالات على تحرك سعودي جديد يرمي إلى الوساطة بين المغرب والجزائر، بعد سنوات من القطيعة الدبلوماسية بين البلدين.
المعارض الجزائري وليد كبير اعتبر الخطوة تذكيرًا بالمبادرة التاريخية للملك الراحل فهد بن عبد العزيز سنة 1987، حين نجحت وساطته في إعادة العلاقات بين الرباط والجزائر بعد فترة توتر مماثلة.
مصادر دبلوماسية كشفت أن المملكة العربية السعودية تبذل جهودًا هادئة لإقناع القيادة الجزائرية بقبول وساطة تهدف إلى تطبيع العلاقات مع المغرب، عبر خارطة طريق تركّز على تخفيف التوتر وفتح قنوات الحوار برعاية الرياض.
وتشير نفس المصادر إلى أن هذه الخارطة تتضمن تشكيل لجنة مشتركة لبحث الملفات الخلافية، وعلى رأسها القضايا الإقليمية الحساسة، مع التركيز على خلق مناخ إيجابي حول ملف الصحراء، في ظل تزايد الدعم الدولي للموقف المغربي واقتراب النزاع من طي صفحته النهائية.